بعد سنوات من التألق في سوق الانتقالات، يجد نادي إشبيلية نفسه في أزمة غير مسبوقة، ويُراهن على المدرب الأرجنتيني ماتías ألميدا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
كان نادي إشبيلية الإسباني يُعرف سابقًا بكونه أحد أفضل الأندية في التعامل مع سوق الانتقالات، خصوصًا في عهد المدير الرياضي الشهير مونشي. كانوا يبيعون النجوم بسعر ممتاز ويعيدون استثمار الأموال في مواهب شابة تُحقق نجاحات، مثل التتويج بالدوري الأوروبي للمرة السادسة في موسم 2019/2020.
لكن في صيف 2025، يبدو أن الزمن تغيّر. إشبيلية أنفق فقط 250 ألف يورو كرسوم إعارة للاعب الوسط باتيستا ميندي من طرابزون سبور. في المقابل، باع النادي لاعبين أساسيين بقيمة تجاوزت 50 مليون يورو، أبرزهم:
لويك بادى إلى باير ليفركوزن مقابل 25 مليون يورو. دودي لوكباكيو إلى بنفيكا مقابل 20 مليون يورو. ستانيس إيدومبو الشاب الواعد إلى موناكو مقابل 10 ملايين يورو.
التخلي عن نجوم الفريق في وقت حساس
رحيل لوكباكيو، الذي سجّل 26% من أهداف الفريق في الموسم الماضي، يُعتبر خسارة كبيرة، خاصة وأن الفريق بالكاد نجا من الهبوط باحتلاله المركز الـ17 في جدول الليغا. الأسوأ من ذلك أن تلك الصفقات جاءت أقل من القيمة السوقية المتوقعة للاعبين، في ظل اضطرار النادي لبيعهم لأسباب مالية.
ورغم محاولة المدير الرياضي الجديد أنطونيو كوردون التهوين من الأمر، بالإشارة إلى أن النادي “استعاد ما بين 80 إلى 85 مليون يورو من المبيعات وتخفيض الرواتب”، إلا أن الواقع يُشير إلى أزمة حقيقية، سواء فنية أو مالية.
تعاقدات مجانية… لكن بأعمار كبيرة
أغلب صفقات إشبيلية هذا الصيف كانت مجانية أو بتكلفة منخفضة، وتركزت على لاعبين تجاوزوا الـ30 عامًا:
أليكسيس سانشيز (36 عامًا) – لم يسجل أي هدف أو تمريرة حاسمة مع أودينيزي الموسم الماضي. سيزار أزبيليكويتا (36 عامًا) – يُتوقع أن يكون قائدًا للفريق بخبرته الكبيرة. فابيو كاردوسو وأوديسيوس فلاشوديموس (كلاهما 31 عامًا) – لتعزيز الدفاع وحراسة المرمى.
كما ضم النادي لاعبين مثل ألفون غونزاليس وغابرييل سوازو، واللذان شاركا في فوز الفريق على جيرونا 2-0 في الجولة الماضية، وهو أول انتصار لهم هذا الموسم.
مشروع بدون رؤية طويلة الأمد
استراتيجية التعاقدات الحالية تُشير إلى أن النادي يبني فريقًا للبقاء وليس للمنافسة. لا يوجد أي رؤية واضحة للمستقبل، ولا استثمار في اللاعبين الشباب، باستثناء تصعيد رامون مارتينيز وأندريس كاسترين من فريق الشباب.
حتى اللاعب الأكاديمي الواعد خوانلو سانشيز، والذي كان قريبًا من نابولي، بقي في النادي في آخر لحظة.
ألميدا أمام تحدٍ ناري: هل يُنقذ الفريق من الهبوط؟
المدرب الأرجنتيني ماتياس ألميدا أصبح المدرب السابع لإشبيلية خلال ثلاث سنوات فقط. ومع سجل سيئ للمدربين السابقين الذين لم يُكمل أي منهم موسمًا كاملًا، تبدو المهمة صعبة.
لكن ألميدا، الذي أدار أكثر من 60 مباراة في كل من تجاربه التدريبية السابقة، قد يكون الرجل المناسب في الوقت العصيب. ومع ذلك، يُجمع الكثيرون أن هذه هي أصعب مهمة في مسيرته التدريبية.
في حال فشل ألميدا في لملمة الأوراق المبعثرة، فإن الهبوط إلى الدرجة الثانية (سيغوندا) لم يعد مجرد احتمال، بل خطر حقيقي يهدد واحدًا من أنجح أندية إسبانيا في العقد الماضي